قصيدة ألا يا مليكا يرتجى ويهاب - المعتمد بن عباد

 




المعتمد بن عبَّاد' هو ثالث وآخر ملوك بني عبَّاد على إشبيلية. خلف والده في حكم مدينة إشبيلية بالأندلس، ثم وسَّع ملكه ليَضمَّ إليه قرطبة وبلنسية ومرسية ومدناً أخرى كثيرة حتى بات أقوى ملوك الطوائف على الإطلاق. قوي نفوذ مملكة قشتالة المسيحية في عهده حتى باتت تهدد ملكه، فلجأ إلى استدعاء المرابطين، وخاض معهم معركة الزلاقة ضد قشتالة. إلا إنَّ أمير المرابطين يوسف بن تاشفين انقلب عليه، فهاجم دولته وقضى عليها 



قصيدة  ألا يا مليكا يرتجى ويهاب - المعتمد بن عباد


قصيدة  ألا يا مليكا يرتجى ويهاب - المعتمد بن عباد


أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ

وَبَحراً لَهُ في المَكرُماتِ عَبابُ

وَمَولى عَدَتني مُذ نَشأتُ مَكارِمٌ

تَصوبُ بِها مِن راحَتَيهِ سَحابُ

أَطَعتُكَ في سِرّي وَجَهريَ جاهِداً

فَلَم يَكُ لي إِلّا الملامَ ثَوابُ

وَأَعمَلتُ جُهدي في رِضاكَ مُشَمِّراً

وَمِن دونِ أَن أَفضي إِلَيهِ حِجابُ

وَلَمّا كَبا جَدّي لَدَيكَ وَلَم يَسُغ

لِنَفسي عَلى سُوءِ المُقامِ شَرابُ

وَقَلَّ اِصطِباري حينَ لا ليَ عِندَكُم

مِنَ العَطفِ إِلّا قَسوَةٌ وَعِتابُ

فَرَرتُ بِنَفسي أَبتَغي فَرجَةً لَها

عَلى أَنَّ حُلوَ العَيشِ بَعدَكَ صابُ

وَما هَزَّني إِلّا رَسولُكَ إِذ جَرَت

إِلَيَّ بِهِ صُمُّ الهِضابِ رِكابُ

فَقالَ مَقالاً لم أَجِد عَن مَقالِهِ

مَناباً وَعَن بَعضِ الأُمورِ سَحابُ

دَعاكَ أَميرُ المُؤمِنينَ مُثَوِّباً

فَقُلتُ أَميرُ المُؤمِنينَ مُجابُ

فَجئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّما

تَطيرُ بِسَيري في الفَلاةِ عُقابُ

وَما كُنتُ بَعدَ البَينِ إِلذا مُوَطِّناً

بِعَزمي عَلى أَن لا يَكونَ إِيّابُ

وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِليَّ حَبيبَةٌ

فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ

أَصِب بِالرِضا عَنّي مَسَرَّةَ مُهجَتي

وَإِن لَم يَكُن فيما أُتيتُ صَوابُ

وَفَضلُكَ في تَركِ المَلامِ فَإِنَّهُ

وَحَقِّكَ في قَلبي ظُبّى وَحِرابُ

إِذا كانت النُعمى تُكَدَّرُ بِالأَذى

فَما هيَ إِلّا مِحنَةٌ وَعَذابُ

وَلا تَقبضَنْ بِالمَنعِ كَفّي فَإِنَّهُ

وَجَدِّكَ نُقضٌ لِلعُلا وَخَرابُ

فَواللَهِ ما أَبغي بِذَلِكَ غَيرَ أَن

تُحَلّى بِجَدوى راحَتَيكَ رِقابُ

وَيَهدي إِلَيكَ الناسُ دونَ تَصَنُّعٍ

مَحَبَّةَ صِدقٍ لَم يَشُبها كِذابُ

فَكُلٌّ نَوالٍ لي إِلَيكَ اِنتسابُهُ

وَأَنتَ عَلَيهِ بِالثَناءِ مُئابُ

بَقيتَ مَكينَ الأَمرِ ما ذَرَّ شارِقٌ

وَما لاحَ في أُفقِ السَماءِ رَبابُ

تعليقات